بحث هذه المدونة الإلكترونية

Home » » منطق وعقلية الصينيين في الاختراق

منطق وعقلية الصينيين في الاختراق


آدم سيغال،* أحد الأعضاء الأكثر خبرة في هيئة العلاقات الخارجية بشأن الصين والتكنولوجيا، تحدث إلى “فاست كومباني” حول ما يميز مجرمي الإنترنت الصينيين، وعن مخاوف الصينيين من الأبواب الخلفية لوكالة الأمن القومي الأمريكية، وعن المراهقين في شرق آسيا.
الحرب الإلكترونية في عام 2012 لهي وحشٌ فريدٌ من نوعه. العديد من الحكومات الغربية ورد عنها النشاط في الانخراط بالأعمال التخريبية الإلكترونية، فمثلاً إسرائيل وإيران والهند كلٌ منها تنخرط في حروب إلكترونية برمجية خاصة بها. لكن بعضها يلفت الأنظار والاهتمام، بالتحديد تلك التي تهاجم المصالح الحكومية الأمريكية والمواقع التجارية مثلgoogle
بينما بدأ إدراك الحكومات الأجنبية لمدى سهولة الحصول المعلومات من الإنترنت وكذلك استمرار المؤسسات الأجنبية في منافسة خصومها عبر الهجمات الإلكترونية المكثفة، فإنّ طموحات الهاكرز (المخترقون) في المستقبل ستكون أعلى بكثير. إحدى الدول التي تصدر من داخلها هذه الهجمات المدنية والعسكرية هي الصين.
“فاست كومباني” تحدثت مؤخراً مع “آدم سيغال”، كبير مساعدي “إيرا ليبمان” لشؤون مكافحة الإرهاب والأمن القومي في هيئة العلاقات الخارجية، بشأن المراهقين الشبان الصينيين، وعن طريقة الصين في الإختراق، وعن اندفاع الهند نحو تشكيل قوات هاكر وطنيين، وغيرها الكثير.
“فاست كومباني”: هلا أعطيتنا موجزاً عن دور الصين المشتبه به في الحرب الإلكترونية على المستوى الحكومي وعلى المستوى المؤسساتي؟
 ”آدم سيغال”: بعض الهجمات على الحكومة الأمريكية ومصالح مؤسساتية حظيت بتغطية إعلامية لا بأس بها، وقد أخذت إسماً حركياً”، مثل حادثة “Titan Rain”. وفي عديد من الحالات، توجه أصابه الاتهام إلى الصين. في حالة جووجل، ربما تم اقتفاء الأثر عبر الـ “IP Address”، لكن في حالات أخرى، فإن هذا ليس كافياً. عادةً تكون الأسباب الدافعة لأفعالهم هذه هي تجسسية بحتة، سواءً من الناحية العسكرية أو الصناعية، وأحياناً أخرى يكون دافعهم هو تجهيز ساحة قتال. وذلك استعداداً لما قد يحدث من صراع أو نزاع في المستقبل.
 إلى حد تجهيز ساحة القتال والاستعداد للمعارك، هل تظن بأن الحكومة الصينية، أو جيش التحرير الشعبي للصين، أو مجموعات كهذه هي المسؤولة عن تنظيمها؟ أم أنّ الأمر لا يتعدى مجموعة من الشباب الذين يشعرون بالملل في حياتهم وربما لهم علاقة بسيطة بالحكومة؟
 في الواقع، هذا هو السؤال الثمين بشأن الحالة الصينية. السؤال الذي يطرح نفسه هو، من المسؤول عن هذه الأمور، حتى لو استطعت اقتفاء الأثر إلى الصين، هل هم مجرد هاكرز يشعرون بالملل، أم أعضاء في الجيش الشعبي، أم مجرمون لهم علاقات بالجيش الشعبي، أم بعض الأقسام الداخلية للجيش الشعبي تسلك سلوكاً إجرامياً؟ حقاً لا نعلم الإجابة. أظن أنّ أغلب الهجمات والأعمال التجسسية التي تضرب مواقع إجرامية تأتي من هاكرز وطنيين، ربما تكون لهم صلة بالجيش الشعبي، خصوصاً من الناحية التمويلية، أو علاقة بوزارة أمن الدولة. في حالات مثل حدوادث شبكات الكهرباء ونحوها، فأظن أنهم منتمون للجيش الشعبي، لكن لا مجال لمعرفة الحقيقة.
هل تظن أن الصين – من ناحية أيديولوجية – تفرق بين “أمن المعلومات الإلكترونية” و”أمن الحروب الإلكترونية”؟
 أجل. أعتقد أنّ الطريقة التي تستخدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرها الكثير من الدول الغربية هي لأجل الدفاع عن حواسيبها وشبكات اتصالاتها. الصينيون، مثل الروس، يستعملون مصطلح “أمن المعلومات”، والذي يتضمن المحتوى. ليسوا مهتمين فقط بالهجمات على الشبكات، بل أيضاً بالمعلومات التي تنتقل عبرها – وهذه قد تؤثر على الأمن القومي. الخوف يكمن في الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك حيث يمكن استعمالها لأغراض سياسية داخل الصين. إذا نظرتَ في بيان منظمة شنغهاي للتعاون بشأن “أمن المعلومات”، فستجد أنهم يولون أهمية كبيرة للأمن المحلي.
 هل توجد أعمال تجسسية أو حروب إلكترونية يبذلها أمريكيون لمجابهة الصين؟
 يمكنني القول بأنني تحدثتُ مع مسؤولين صينيين وذكروا بأن الأمر هذا منتشرٌ بشكلٍ هائل. إنهم يفترضون بالأساس، أن وكالة الأمن القومي متغلغلة في جميع شبكاتهم. إنهم يميلون إلى رؤية الشركات الأمريكية كأدوات للسياسة الأمريكية، لذا فهم سيقولون بأننا الطرف السياسي لأنهم مضطرون لاستعمال أنظمة ومنتجات “سيسكو” و”مايكروسوفت”. وهم يفترضون بأن هذه المنتجات قد بُنيت وفيها منافذ سرية تستعملها وكالة الأمن القومي. أظن بأن وكالة الأمن القومي والحكومة الأمريكية تمارسان فعلاً بعض الأنشطة التجسسية على الصين، وهم لديهم الحق في مخاوفهم هذه.
 بما يخص الهكرز الصينيين، هل معرفتهم هي “صناعة منزلية”، أم أنهم مرتبطون بثقافة عالية المستوى؟
 لم أمضِ الكثير من الوقت في مراقبة الهكرز، لكنني أشعر بأنهم مرتبطون بثقافية جانبية عالية المستوى وأنهم هم رسموا ملامحها وروحها. لكن كما في أمور أخرى كثيرة، فهي تحتوي على شخصيات صينية. لوقت طويل، كنا نتحدث عن “الاشتراكية مع الشخصيات الصينية” وثم أصبحنا نتحدث عن “الرأس مالية مع الشخصيات الصينية”. والآن أصبحنا نتحدث عن “التهكير مع الشخصيات الصينية”. إنهم يشكلونها بطابعهم الشخصي.
 هل ترى دولاً أخرى تقلد الصين في الحروب الإلكترونية والأعمال التجسسية؟
 أرى الكثير من التشابه بما يحدث في روسيا وما يحدث في الصين، كلاهما يمتلك نشطاء حكوميين وغير حكوميين بين الهكرز، كلاهما يجد ضرورة ملحة في الإنكار لأسباب إستراتيجية وسياسية. في الهند، جرى كثيرٌ من النقاش في الصحافة حول مسألة أن يكون للدولة هكرز وطنيين. لكن بما أن الهند دولة ديموقراطية، فإن هذا الأمر سيكون صعباً. على أي، أظن أنه بذلت جهود لتحقيق هذا الأمر. المشكلة الأكبر من تلك، أن محاولات الصين في فضاء الحروب الإلكترونية – مثل أمن المعلومات مقابل أمن الجرائم الإلكترونية أو السيطرة على الإنترنت محلياً – أصبح يجذب الدول النامية. إنهم يقدمون نموذجاً أيديولوجياً ملفتاً للأنظار.
المراجع


www.the3kira.blogspot.com : المصدر
إذا أعجبك الموضوع اضغط هنا, أو ضع إيميلك هنا ليصلك كل الجديد


ضع تعليقك

0 commentaires:

إرسال تعليق

 
Copyleft © 2011. مدونة الهكر الاخلاقي العربي - All lefts Reserved
تعريب the3kira